الليله في احدى القرى
الصغيره التي تقع على اطراف غابه كثيفه
ومظلمه وفي ذلك الحين
كان الطقس غائما وسكان القريه يجلسون في
منازلهم ينتظرون طلوع
الشمس بعد ان غابت عنهم لمده 15
يوما حيث ان هناك عاصفه ثلجيه
قاسيه قد هبت على القريه وما
حولها واستطاعت ان تحجب ضوء الشمس واشعتها
الص طعه عنهم بما تحمله من غيوم
كثيفه لم يحتمل السكان ان يخرجوا من
ديارهم خلال تلك
الفتره الا لقضاء حاجه ضروريه جدا كشراء
بعض ما يلزم من الماء العذب والماكولات
وبعد ان مضت هذه المده بما تحمل معها من
هطولات غزيره للامطار والبرد
والثلج حتى انتهت
العاصفه فتجاوزت القريه الى اماكن
اخرى وفي صباح يوم
الجمعه استيقظ اهل القريه في ساعه
مبكره وتفاجئوا حينما نظروا من
النوافذ ومن ساحه
منازلهم فشاهدوا السماء صافيه وقد اخت
الغيوم
فيها حينها فرحوا
كثيرا وعانق بعضهم
بعضا ولقد كان بداخلهم اعتقاد جعلهم
يزدادون خوفا
وقلقا وهو ان العاصفه قد تطول
مدتها ولن يروا الشمس لفتره
طويله قد تتجاوز شهرا
كاملا لكنهم استبشروا
الخير لما نظروا الى السماء
الصافيه فتعانق واحتضنوا
بعضهم ثم خرجوا بشكل جماعي حتى يتفقدوا كل
طريق وشارع وحي في
القريه لكي يعرفوا ماذا جرى وكيف اثرت
العاصفه
عليهم وعندما خرجت جماعات من
الاهالي وراحوا يجو
المكان ويتفقدون ماذا
حصل شاهدوا اثارا للثلوج المتراكمه على
الاشجار وشرفات ابواب البيوت والدكاكين
وكذلك راوا واديا من الماء يسير في مجراه
بفعل تراكم وغزاره الامطار التي
هطلت ويصب الوادي عند اخر
طريقه في نهر يحتوي على مياه يستخدمها
الاهالي
والسكان في شطف وتنظيف ملابسهم واثاث
وسقايه
الحيوانات في تلك
اللحظه تجمهر السكان وهم يراقبون شكل
القريه التي تغطت باللون الابيض جراءه طول
الثلوج وبينما هم يتحدثون وينظرون الى
اطفالهم الصغار
يركضون خلف بعضهم ويطاردون الاخرين بالقاء
كرات
الثلج حتى كان هناك بين الحاضرين رجل من
الغرباء عن
القريه فحكى كلاما
عجيبا جعل الجميع ينصت باهتمام وتشوق الى
ما
يقوله اسمعوا يا اهل
القريه لقد حصل شيء غريب معي
واول ما يجب علي ان اقوله
لكم هو انني كنت خارجا من
مدينتي وليست لي وجهه واتجاه محدد في
سفري وقطعت اشواط طويله في البحث
والتنقل حتى مررت على صحار عديده وغابات
كثيره وقبل خمسه
ايام كنت قد دخلت غابه
كثيفه وهي التي تقع على اطراف قريتكم
هذه حيث قضيت ساعات صعبه واياما
عصيبه وانا اهرب من شجره الى
اخرى
واتسلي
الشاهقه واختبئ بين الصخور
والمغارات فلقد كانت الغابه مليئه
بالمخاطر على شكل وحوش ضاريه وحيوانات
شريره
ومفترسه وثعابين سامه
وطويله تقوم بمطارده
الغرباء ولا تسمح لهم بالدخول بسهوله الى
الغابه وجميع هذه المخاطر
والشرور تسعى بكل قوه لطرد الغرباء
كان الغابه تحتوي على سر
عظيم او كنز من كنوز الدنيا
وعجائبها فكرت كثيرا بما يحدث لي فايقنت
ان ما يحصل من تحديات ليس له تفسير سوى ان
الغابه بالفعل بها امر
غريب ولا يجب ان ابقى
فيها حتى لا يتكشف الس الموجود
فيها وبينما كان الرجل يتكلم واهل القريه
ينصتون اليه ويستمعون لكل كلمه ينطق
بها حتى شمر عن
ساعديه وجزءا من جسده فشاهد جميع الحاضرين
اثار الخدوش والجروح التي تعرض
لها فقال
لهم هذا جزء قليل مما جر لي بفعل جراتي
على مواجهه
التحديات ومحاوله معرفه
السر وفي هذه
الاثناء كان احد الموجودين تاجرا ثريا
وطعا يقال له
شلهوب يسخر من الرجل
فقال لم تنل من شجاعتك الا الاذى بفعل
مهاجمه الوحوش لك
ثم ضحك
منه فقال الرجل بثبات ولغه هادئه وصوت
قوي كلا لقد عرفت السر العظيم الذي تحويه
تلك
الغابه انه كهف
الامنيات حيث اكتشفته وتعرفت عليه عندما
تسلقت جبلا
شاهقا وقد كان اعلى جبل في الغابه
وعندما وصلت الى
منتصفه رايت مدخلا لكهف صغير كان يصدر منه
ضوء
ابيض وسمعت بداخله اصواتا
عجيبه لم افهم
تفسيرها ولما اردت الاقتراب من باب
الكهف خرج على الفور وبشكل غير متوقع حارس
الكهف فكان وحشا ضخما
حيث دفعني وتصارعت
معه فتمكنت اخيرا بحيله
ما ان اوقع به في خدعه فنام لعده
ساعات ثم دخلت على
الفور وكنت اشعر بالخوف
الشديد لان المكان غريب
علي وحينما صرت في قلب
الكهف ظهر الي من احد المصابيح جني
ازرق فقام بتهنئتي بنجاحي في الدخول الى
كهف
الامنيات ثم اخبرني ان افكر لمده قليله في
امنيه واحده
فقط حتى يقوم بتحقيقها لي على
الفور فكرت في تلك
الساعه وكنت اتخذ الامر بسخريه ولم اهتم
كثيرا وانا اسكن في مدينه ساحليه تل على
البحر و
تسقو فيو لريه الو اليء تهل ك اسمع كثي في
الحكايات القمه
واليال ولبت من الجني ان يجعل الثلوج تهطل
في اول قريه اصل اليها
وبالفعل فور وصولي الى
قريتكم كانت العاصفه الثلجيه قد وصلت
اليكم لما انتهى الرجل الغريب من
كلامه ارتفعت اصوات الحاضرين ما بين مصدق
ومكذب لحديث وقصه
الرجل فكان من
المكذبين التاجر
شلهوب لكن معظم اهل القريه صدقوا روايه
الرجل واقتنعوا بها فبدات مرحله جديده منذ
ذلك
اليوم فبمجرد ان رحل الرجل من
القريه حتى اجتمع الاهالي
والسكان وبداوا في تناقل قصه كهف
الامنيات فاصبح بينهم اشبه باسطوره من
الاساطير
العجيبه وبعد ان عاد الناس الى
ديارهم جلست فتاه تدعى ليلى في بيتها مع
والديها الذان يعيشان
معها فحكت لهما عما سمعت وحصل لها خلال
خروجها من
البيت وبدات تذكر لهم قصه كهف الامنيات
وما سمعته من الرجل
الغريب وكيف استطاع ان يتغلب على المخاطر
المحدقه بكل من يدخل
الغابه كالوحوش الضاريه والاسود
المفترسه فكرت ليلى كثيرا بهذا الشان
فقالت
لابيها متى ستذهب يا ابي الى
الغابه اريد ان اغامر
وات خطى الصعاب لاجد كهف
الامنيات فما
رايك ضحك الاب ونظر الى الام
فقال لعل ابنتنا تريدني ان اذهب لاصبح
عبره
للاخرين حتى لا يفكروا في الدخول الى
الاماكن الخطيره
والمظلمه استنكرت ليلى ما يقوله ابوها من
كلام يدل على خوفه
وتردده وكانت هي فتاه جميله
وذكيه تحب المغامرات
والتحديات فتشكل في عقلها حلم
حياتها ومشروع عمرها بالوصول الى كهف
الامنيات حتى تحقق امنيتها
الوحيده التي تستح حق منها ان تبذل كل ما
ينبغي من
اجلها وقبل ان تذهب الى فراشها
للنوم طلبت من والديها ان يسمح لها
بالخروج معهما لزياره بيت
جدتها حتى تتحدث
معها فهي تحب الجلوس والسمر معها في اوقات
الليل فلما اشرقت شمس اليوم التالي
تعرضت القريه لهجوم مفاجئ من قبل عصابه من
اللصوص وقاطعي
الطريق الذين دخلوا فجاه ودون سابق
انذار في الوقت الذي كان التجار والاهالي
فيه يقومون بافتتاح محلاتهم في
الاسواق حيث كان افراد
العصابه يركبون على خيولهم
ويحملون اسلحتهم
وسيوفهم فانطلقوا بسرعه البرق
الخاطف وداهم السوق فسرق ما استطاعوا
سرقته في اقل وقت
ممكن ثم فروا
هاربين واستيقظت ليلى على هذا الصوت
المفزع وكانت خائفه
جدا ف رعت الى حجره نوم
والديها واخبرته ما بما
سمعت فقال
الاب اذهبي يا ليلى الان الى بيت
جدك
ولتخيف وقلق بسبب اضطراب الاوضاع داخل
القريه وساخر معكم
الان حتى ارى الذي اصاب قريتنا واعرف سبب
الضجيج الذي حصل قبل
قليل ولما تجهز
الجميع خرجت ليلى بصحبه امها
وابيها فذهبت الى بيت
الجده واطمان
عليها ثم اكمل والدها مشواره الى
السوق حيث شاهد الناس قد تجمعوا يتساءلون
عما
جرى حينها كان يقف
سالم وهو شاب طويل الجسد قوي العضلات ذو
لحيه كثيفه وشعر
طويل وهو يمسك برمح له ويهدد
ويتوعد لن تفلت تلك العصابه من بطشي
وعقابي في المره
قادمه وهذا وعد اقطعه على نفسي
امامكم نظر الجميع اليه وهم مستغربون ان
يحصل في قريتهم ما
حصل وفي ساعات
الظهيره كانت ليلى عند جدتها تتعاون معها
ومع امها في اعداد وجبه
الغداء انتظارا لعوده ابيها من عمله
فلما حضر الى
البيت وجلسوا جميعا على مادبه
الطعام اخبرهم بما حدث في القريه من هجوم
العصابه على السوق وسرقه اموال
كثيره شعرت الجده بالحزن
فقالت لعل اهل القريه يتعلمون الدرس مما
يحصل
بسرعه نظر والد ليلى الى الجده وهو يغمزها
بعينه فسكتت ولم تكمل
حديثها الا ان ليلى فهمت بان هناك سرا يجب
عليها
معرفته وقبل ان تغرب
الشمس قام والدها بالاستئذان للعوده الى
منزلهما فتحدثت ليلى وافصح عن رغبتها بال
في بيت
جدتها لانها ستحكي لها قصصا
مشوقه وروايات واساطير خياليه
جميله ولما حل
الليل جلست ليلى بعد ان اشعلت المصباح في
حجره
جدتها ثم جاءت الى جوارها فطلبت منها ان
تذكر لها ما ارادت ان تقوله اليوم لابي
ب بشان اهل القريه والدرس الذي كان يجب
عليهم ان
يتعلموه فكرت الجده قليلا ثم قالت باندفاع
وجراه ان هذه القريه يا
حبيبتي قد انشغلت بالتجاره ونسيت احوال
اهلها فلم تهتم بالفقراء ولا
المحتاجين واصبح كل ما يهم اهل
السوق ان يزدادوا ثراء
وغنا في نفس الوقت الذي يزداد به جزء كبير
من
السكان فقرا وضيقا في الرزق وقله في اسباب
العيش وكان قصدي ان العصابه التي هاجمت
قريتنا خلال
اليوم ما كان لها ان تفلح
وتنجح لولا انهم شاهدوا جزء من
السكان قد انشغل في تجارته ولا تهمه
العلاقات والروابط بين الاهل
والجيران او حتى السؤال عن
احوالهم وتقويه
اواصر فهمت ليلى ما تقوله لها
جدتها ثم ارادت ان تغير الحديث حتى تبدا
جلسه السمر في الليل والحديث في الحكايات
والاحاديث
الطيبه فذكرت لجدتها ما سمعته عن كهف
الامنيات وارادت منها ان تذكر لها المزيد
من الاخبار والحكايا
عنه وهل ذلك الكهف موجود
حقا ام انه نسج من الخيال والاوهام
سارعت الجده
بالقول كلا انه
حقيقه وهو يتواجد في الغابه الكثيفه
المظلمه التي تقع على اطراف
قريتنا ولكن هذه هي سنه
الحياه فلا يوجد شيء ياتي للانسان بسهوله
ويسر
وانما يجب عليه ان يعمل بجد ويتحمل الصعاب
ويخوض المغامرات والاحداث
العصيبه حتى يفوز بما يتمنى ويرغب في
الحصول
عليه ثم طال الحديث بين الجده وحفيدتها
ليلى حول كهف الامنيات لثلاث
ساعات حتى شعرت الاثنتان بالنعاس
الشديد وفي الصباح بعد ان مضت خمسه
ايام حدث جوم اخر مفاجئ في وقت
الظهيره حيث اقتحمت العصابه القريه من
جهتها
الغربيه وتوجهت ناحيه البيوت فكسرت وخربت
وعاثت في الارض
فسادا فحصل اضطراب في
الطرقات وعلت الاصوات وهرب الكثير من
الاهالي الى
بيوتهم خوفا من يتسبب افراد العصابه باذا
لهم لم يبقى احد في الطريق الا
سالم الذي كان متجهز بالفعل ومستعدا لهذا
اليوم
جيدا حيث جهز عددا من
الرماح فصعد على اعلى بيت في
القريه وبدا من هناك في قنص افراد العصابه
واحدا تلو الاخر
حتى فر من تبقى من
افرادها خوفا من الموت وفرارا من
الاذى وبعد ان خرجوا من
القريه نزل سالم وهو يحمل ما تبقى من
رماحه ثم تجول في انحاء القريه فبدا
الاهالي
يخرجون وكذلك فعل الضعفاء
والمحتاجون الذين يخ
خافوني بشكل
كبير فاسرعوا اليه يقبلون راسه
ويديه فرحا بشجاعته
واقدامه واكراما على وقوفه
بصفهم في هذه
الاثناء اقبل التاجر الثري شلهوب من دكانه
التي اغلق الباب على
نفسه لما كانت العصابه في
القريه ولما جاء تكلم بكلام غريب وراح
يوبخ سالم ويحقر ما
فعله بل واتهمه بانه بصده لهجوم
العصابه قد يجعل افرادها يفكرون بالانتقام
من اهل القريه مره اخرى بكل قوه
وبطش وكذلك اقتنع عدد كبير من التجار
والنبلاء
بكلام
شلهوب لكن الضعفاء
والفقراء وجدوا في سالم القوه والامان في
مواجهه الاخطار والتصدي
لها فهو الذي يعرف هذه الفئه البسيطه في
القريه ويدرك جيدا ما تعانيه من فقر
وصعوبه في
الحياه بعد ان فرغ سالم وانصرف الى عمله
عاد شلهوب الى بيته وهو غاضب بشده مما
يحصل من تحد واضح له ولهيبه ومكانته في
القريه فدخل البيت وهو غاضب الوجه ويقول
بصوت
عال من يظن نفسه سالم حتى يحاول ان
ينازعني في ملكي وقوتي وسلطاني داخل
القريه
ردت عليه ابنته سميه نعم يا ابي ان الطبقه
السفلى من
السكان ينظرون اليه على انه قدوه
لهم وقد يقومون بالتمرد عليك في
المستقبل ولا تقلق فانا ساتك فل به واحل
لك تلك المشكله بكل
سهوله اريد منك فقط ان تمنحني
ثقتك لم يفكر شلهوب كثيرا فهو يعرف ان
سميه لديها ذكاء
خارق وعقل ماكر ودهاء يستطيع الايقاع باشد
الاعداء ففي اليوم
التالي خرجت سميه كما تفعل في اغلب
الاحيان الى بيوت
جيرانها واتفقت مع الفتيات وص صديقاتها ان
يجتمعن في بيتها الليله للحديث في امر مهم
جدا وصلت الدعوه الى جميع
الفتيات وكذلك تلقت ليل
الدعوه فقررت ان تذهب الى بيت
شلهوب ولما جاءت الى هناك في وقت مبكر من
الليل وجدت ابنته سميه المغروره في
قبالها حيث نظرت اليها بوجه عبوس ورحبت
بها
بتكبر فلما جلست
سميه وتناولت طعام العشاء مع
رفيقاتها بدات في طرح اول الاحاديث
عليهن وبدات في قصه كهف
الامنيات
وقالت لنفرض ان كل واحده قد تمكنت من
الوصول الى كهف
الامنيات وهذا مستحيل
بالطبع ماذا ستكون امنيتها التي تريدها ان
تتحقق قاطعت ليلى حديثها باندهاش
اني اشعر بالعجب من
كلامك ولماذا يكون الوصول الى كهف
الامنيات مستحيلا
[موسيقى]طالما ان لدينا القوه والاراده والاصرار
ضحكت سميه من كلامها وكذلك فعلت بعض
صديقاتها التي تشبهها في
التفكير ثم قالت لها
بسخريه يبدو ان القوه والاراده
لديك ستجعلنا نحزن عليك عندما تعودين
الينا
ميته تضايقت ليلى كثير وظلت صامته لم تنطق
بايه
كلمه وراحت تستمع من قريب الى باقي
الحديث حيث لم تكن راغبه او تحب ما تفكر
به
صديقاتها وفتيات القريه بشان
امنياته بالحصول على المال الكثير والزواج
من ابناء الامراء والنبلاء
والطبقات الشريفه من الناس
وبينما كانت ليلى تستمع الى ما يدور من
حديث فكرت وتساءلت بينها وبين
نفسها ما الذي يمنعني من الوصول الى كهف
الامنيات سافعل كل ما
بوسعي حتى اصل
اليه فلدي امنيه
واحده تشمل جميع الخير لي ولاه اهل القريه
وسكان الارض
جميعا ولن اتردد في الوصول الى
الكهف مهما بلغت التضحيات وتعقدت
الاحداث وازدادت المخاطر في
طريقي لن تكون عقبه امام تحقيق امنيه
العمر التي تستحق كل
ذلك في هذه اللحظه حاولت سميه غروره ان
تستفز وتسخر من ليلى فقالت
لها لا تحزني يا
صديقتي ولكن كلامك لا علاقه له بالمنطق
والعقل
ابدا ما تسمعيه عن كهف
الامنيات هو شيء من الوهم
والخيال ولا يمكن ان يكون حقيقه
ابدا وحتى لو كانك
ذلك فان الطريق اليه اشبه بمن يقدم على
الانتحار بسبب المخاطر المحدقه به
وبالغاي قامت ليلى من مجلسها فقطعت حديث
سميه ثم خرجت ورجعت الى
بيتها وفي اليوم
التالي استيقظت ليلى وهي تشعر بمشاعر
ريبه فبدات تعد العده وتعزم على الخروج
الى
الغابه وبدء رحله الوصول الى كهف
الامنيات ولكنها فكرت
وتمهل صحيح ان سميه
المتكبره لا تحب الخير لي
ابدا ولكن جزءا من كلامها
صائب وهو اني لن اتمكن من دخول الغابه
لوحدي يجب علي ان ابحث عن رجل ذي باس شديد
وقوه
وشجاعه لا يخشى من المخاوف
والاخطار وخلال وقت
الظهيره في الساعه التي عاد فيها والدها
الى
البيت كانت تظهر على وجه ملامح الغضب
والانفعال فجلس على الطاوله
والتفتت اليه ليلى من نافذه
حجرتها ثم تقدمت
نحوه وهي تحمل كوبا من الفخار به ماء
عذب فلما وضعته على
الطاوله اخذ والدها الكوب فرماه على الارض
وكسره ثم قال لها وهو يبكي حزنا
وهما انت يا ليلى يصدر عنك مثل ذلك
التصرف كيف لك ان تحبين سالم وهو يكبر عنك
بعشر
[موسيقى]سنوات وكذلك فاننا لا نعرفه ولا يماثل في
مستوى
الحياه وهو الفقير
المعتر ومن شده حبه لها لم يستطع والدها
ان يزيد عليها في الكلام
اختلى بنفسه في
غرفته واغلق الباب على
نفسه في ذلك
الحين وقفت ليلى جامده لا تدري ما الذي
ينبغي عليها ان
تفعله وعلى الفور ارتدت
ملابسها ثم خرجت الى القريه حتى تعرف ما
يتحدث به اهل القريه عنها من افتراءات
واكاذيب وفي الط
التقت صدفه باحدى
صديقاتها فاخبرتها ان سميه ابنه التاجر
الثري
شلهوب قد اخرجت عليها سمعه وخبرا
كاذبا بانها على علاقه حب وغرام
بسالم لم تصبر ليلى على
ذلك وبسرعه ذهبت الى بيت سميه فقرعت الباب
بقوه
وعنف حتى خرجت اليها
سميه وهي تسالها بهدوء عن سبب
مجيئها فصرخت ليلى في وجهها ورفعت
صوتها وتحققت منها عن السبب الذي كذبت
عليها من
اجله واتهمتها اتهاما
باطلا تنكرت سميه ولم تعت بذلك
ابدا وفي اللحظات
الاخيره حاولت ان تهاجم ليلى وتضربها
وتتعارك
معها حتى مر على صراخها بالصدفه
سالم حيث اسرع وشاهد ليلى تتعرض للضرب من
سميه فابعد
عنها ورفع صوته عليها بان تبتعد عنها حتى
لا
ضربها فاستغلت سميه ما
يحصل وراحت تصرخ باعلى صوتها حتى اجتمع
اليها اهل
القريه وعندما جاء والدها
شلهوب اعترف له بان سالم قد ضربها
واهانها حينها اقسم شلهوب انه سيجعل سالم
يدخل السجن ولا يخرج منه الى ان يموت
بعد ان انفض
الجميع عادت ليلى الى بيت
جدتها حيث تضايقت جدا مما يتحدث الناس
عنها وراحت تطلب من جدتها ان تواسيها
وتحكي لها قصه تخفف عنها
حزنها فقصت الجده عليها حكايه كهف
الامنيات وبعد ان عت الى
النهايه طلبت منها ليلى ان تدلها على مكان
الكهف
بالتحديد لانها عزمت على الخروج
اليه فلم ترفض الجده طلب
حفيدتها لكنها في ذات الوقت اوصت بان
تنتبه على نفسها واعطتها خريطه
معينه تسهل عليها مكان
الكهف وبعد ساعه خرجت ليلى وذهبت نحو
النهر حتى تملا الاناء لسقايه المزروعات
والنباتات في بيت
جدتها وفي الطريق مرت من عند قلعه
الشرطه فشاهدت الحراس ياتون بسالم وهو
مقيد
اليدين ثم ادخلوه الى
السجن حزنت
عليه وحاولت ان تذهب وتفهم السبب الذي جعل
الشرطه
تسجنه ولما دخلت عند قائد
القلعه وحاولت ان تدافع عن
سالم رفض القائد وقال انه يطبق
القانون لان سالم اعتدى على ابنه التاجر
شلهوب فلما شعرت ليلى بالياس خرجت من
ديوانه وتصادف
بشله الذي دخل الديوان دون ان ينتبه
لها في تلك اللحظه تمهلت
ليلى وراحت تستمع الى ما يدور من حديث
وراء
الباب فسمعت شلهوب يتفق على ان يمنح قائد
القلعه قطعه ذهبيه على كل اسبوع يقضيه
سالم في السجن
وعلى
الفور خرجت ليلى وانتظرت عند باب
القلعه فلما تاكدت من خروج
شلهوب رجعت الى الديوان فارحت القائده بما
سمعته وهددته بان تفضحه لدى مفتش
الحاكم عن خيانته
للامانه وقبوله
للرشوه وطلبت منه ان يفرج عن سالم
فورا
وبالفعل خلال وقت قصير خرج سالم من
القلعه فراى ليلى
تنتظره وكانت قد جلبت معها ورقه وطعاما
وشرابا فسالها عما
يحدث فاخبرته انها لم تجد خيرا منه لدخول
الغابه الكثيفه والوصول الى كهف
الامنيات فهي تشعر بوجوده بالامان
والراحه كما انها تحمل خريطه تدل على
الكهف فوافق سالم مباشره وجهز رماحا
وسلاحا حتى يكون هو وليلى بمامن وامان من
المخاطر ثم ارتحل من القريه
ووصل عند اطرافها الى
الغابه حيث وقف سالم يرمي الرماح على
الوحوش
الضاريه التي تعترض
طريقهم ويتخلص منها بكل سهوله
وشجاعه وفي تلك الليله ابتعد عن ليلى حتى
يستكشف
الطريق فوقعت ليلى في مكان محاط بثعبان
ضخم وطويل
فصرخت وطلبت النجده من
سالم فهب مسرعا وتصارع مع
الثعبان حتى تمكن من القضاء عليه
اخيرا لكنه اصيب بلدغه منه وجرح جرحا
عميقا فجلست ليلى
بجواره واجتهدت في علاج
جرحه بما تعلمته من مهاره وخبره من
جدتها حتى تماثل سالم بالشفاء
التام ثم وصل الى الجبل
الشاهق فتسلق
الاثنان وعند مدخل باب كهف
الامنيات وجد حارسا له وهو وحش
ضخم فتكفل سالم بمواجهته حتى صرعه
ودخ بعدها الى الكهف فنظرت ليلى الى
الفانوس
المشتعل واذ بالجني الازرق يخرج منه فرحب
بهما في كهف
الامنيات وطلب من كل واحد ان يفكر في
امنيه
واحده حتى يقوم هو
بتحقيقها فكرت ليلى في نفسها وقريتها وفي
العالم طلبت ان تتزوج وتستقر برفقه انسان
تحبه فور تحقق
الامنيه وان يعود اهل القريه الى ماضيهم
بحب بعضهم والتكافل فيما
بينهم وان يعم السلام على
العالم وكذلك
سالم فلم يجد امنيه افضل مما تمنته
ليلى حيث تمنى ان تحبه
بالفعل وان تقبل به
زوجا وان يعم السلام والامان
قريتهم والعالم
باسره وخلال لحظات
قليله تحققت الامنيتركس
[موسيقى]فرجعا بعد ان شكرا الجني
الازرق وعادا الى
القريه فشاهد حالا عجيبا من التكافل
والتعاون وعم السلام على وجه
الارض وكذلك تزوجت ليلى من
سالم وعاش في هناء وسرور حتى اخر
العمر انتهت

