- هناك منزل كبير وجميل للغايه
- في وسط البلده الكبيره الضخمه وكان المنزل
- الكبير يقع على تله مرتفعه تطل على اراضي
- زراعيه مليئه بالازهار ذات الروائح الزكيه
- والاشجار المثمره ذات المناظر الخلابه وقد
- عاش في هذا المنزل الكبير رجل ثري للغايه
- ويدعى السيد نجم وهو رجل رغم ثرائه
- ومكانته الا انه كان بخيلا شديد البخل ذاق
- قلب حجري لا يلين ولا تثيره الشفقه
- وعاشت برفقته زوجته وهي امراه متواضعه
- الجمال وعدا عن ذلك فقد كانت سيئه الطبع
- متكبره ومغتره بنفسها وكانت كذلك مبذره
- كثيره الاسراف قاسيه القلب لا تقل قسوه عن
- زوجها
- وكانت تدعى السيده نجوى وقد كانت نجوى
- كذلك لا تراعي محتاجا ولا فقيرا ولا تبالي
- الا بجمع الحلي والمجوهرات
- وزياده ثروه زوجها وغناء حتى وان كان ذلك
- على حساب غيرهم من الناس اما زوجها فقد
- كان رغم بخله وقسوته الا انه لم يكن يمنع
- زوجته نجوى ايا من متطلباتها الكثيره بل
- لقد كان حريصا جدا على جلب كل ما يعجبها
- وكان يلبي كل رغباتها مهما زادت عن حدها
- وكان يصدق كل ما يسمعه منه مهما القت على
- اذنيه من كذب وافتراء
- كان يعيش مع السيد نجم ارمله اخيه وابنها
- الوحيد نادر وقد كان جزء من تلك الاراضي
- الزراعيه المحيطه بالمنزل هو من حق ابن
- اخيه اليتيم نادر فقد ورثها عن والده
- ولكنه لصغار سنه وضعفه ولضعف حال امه فقد
- استولى نجم على املاك اخيه وضم اراضيه
- الزراعيه لاملاكه ولم يترك الا جزءا صغيرا
- من داره لنادر ليعيش فيه مع امه السيده
- لبنى وقد كانت السيده لبنى امراه فائقه
- الجمال تمتلك عينين خضراوين جميلتين
- للغايه وكان قلبها طيبا لا يحمل حقدا ولا
- يؤذي احدا وكانت راضيه بحالها رغم كل ما
- كانت تلاقيه من السيد نجم وزوجته السيده
- وكان كل ما يشغل قلبها وعقلها كيف تربي
- ابنها نادر وتعلمه ان يعتمد على نفسه وان
- يحب الخير لغيره من الناس
- ورغم ان السيده لبنى كانت طيبه القلب
- وكانت منشغله بابنها الوحيد نادر وبتوفير
- ما يحتاجه من اموال رغم فقرها وحاجاتها
- وقله ما لديها من ممتلكات وزينه الا ان
- السيده نجوى كانت تصاب بالغيره الشديده
- حين تراها او تسمع احدى النساء تسني على
- جمالها الباهر وتمتدحها وليت الامركان
- يتوقف على مجرد الغيره الشديده لكنها ايضا
- كانت تتسبب لها بالعديد من المشكلات
- وتتعرض لها بكثره التضييق عليها وكانت
- دائما ما تثير السيده نجم باكاذيبها
- قراءاتها عليها وقد كان السيد نجم يشتهر
- بامتلاك اكبر واضخم مزارع للنحل في كل تلك
- البلاد فقد امتلات ارضه بتلك المزارع التي
- تنتج العسل الشهي ذا المذاق اللذيذ وقد
- ارغم ابن اخيه الصبي نادر ان يعمل عنده في
- اراضيه وفي مزارع النحل التي عنده وامره
- بان يهتم بشؤونها ويشرف على جمع العسل
- منها وقد جعلت السيده نجوى من لبنى خادمه
- لديها فكانت تمتن عليها باموال زوجها
- وتخبرها بان عليها ان تعمل باجتهاد حتى لا
- تطردها وابنها من المنزل
- فكانت السيده لبنى مضطره لاطاعه امرها
- والاستماع الى طلباتها وتلبيه كل رغباتها
- مهما زادت عن حدها او ارهقتها وذلك لانها
- كانت حريصه ان يعيش ابنها الوحيد في رعايه
- عمه
- ولانها لم تكن تستطيع ان تنفق عليه
- بمفردها
- ولطالما اصطحبات السيده نجوى لبنى معها
- الى السوق
- لتساعدها في حمل المشتريات ولكي تتباهى
- عليها باختيار ابهض واثمن المجوهرات
- والحلي فكانت تدخل برفقتها الى اسواق
- الثياب الفاخره وتظل لساعات طويله ترتدي
- وتجرب اجمل واثمن الملابس
- وكانت تدعو معها بعض رفيقاتها وتتعمد ذلك
- حتى يرى النسوه ثياب لبنى الباليه
- ولتشعرها بالاهانه والحاجه
- ولكنها كانت بافعالها هذه لا تزداد الا
- قبحا في نظر رفيقاتها
- ولكنهن لم يكن يجرؤنا على اخبارها ذلك او
- منعها من ايذاء السيده لبنى
- لخوفهن من استبدادها بالمراه المسكينه
- اكثر واكثر بينما لم تكن لبنى تبالي مطلقا
- بافعال نجوى بل كانت تشفق عليها لانها
- كانت تشعر بان الغرور والكبر ما هما الا
- مرضين خبيثين لا يؤذيان الا صاحبهما وكانت
- تعلم في قراره نفسها ان المال يزول وان
- الثياب لا تضيف للشخص الا جمالا يسيرا
- بينما القلب الطيب هو الجمال الحقيقي الذي
- يبقى مع صاحبه سواء كان غنيا او كان فقيرا
- وكانت تتذكر زوجها حين كان يطلب منها في
- ايام مرضه
- قبل ان يرحل ان تكون صبوره وراضيه مهما
- اصابها وان تحافظ على ابنه منابر وان
- تعلمه الفضائل واحترام عمه مهما جرى لانه
- سينوب عنه في مكانته فهو في مقام والده
- مهما فعل ولم يكن الاب المسكين يعلم ابدا
- ان اخاه سوف يكون قاسي القلب
- وغير رحيم مع زوجته وابنه
- ومرت الايام والام تعمل كل الاعمال الشاقه
- في المنزل بينما ابنها الوحيد نادر فقد
- كان يعمل في مزارع النحل وبعد ان يفرغ من
- جمع العسل وتعبئته في جرات صغيره الحجم
- كان يقود عربه صغيره ويوزع ما لديه من
- جرات للعسل على تلك العربه
- ثم يقودها وهو يدفعها بمشقه بالغه ليبيعها
- في انحاء المدينه فكان يتوجه الى منازل
- كبار التجار وغيرهم ممن يشترون منهم العسل
- وكان السيد نجم
- يحذره كل مره قبل مغادرته ان يضيع شيئا من
- المال او ان يسكب شيئا من العسل او حتى ان
- يحاول تذوقه وكان كذلك يحذره من ان يضيع
- وقته في اللهو او يتاخر في العوده الى
- المنزل رغم ان نادر لم يكن كذلك
- بل لقد كان المسكين دائما ما يطيعه ويذهب
- مسرعا وقد وضع ورقه صغيره في جيبه كان قد
- رسم عليها بعض الرموز والاشارات كعلامه
- قمر صغير بدلا من اسم السيد شكري مثلا او
- دائره نيابه عن اسم رمزي ونجمه ومربع هو
- اشكال مختلفه حتى يستطيع تذكر الاشخاص
- الذين سيتوجه لبيع العسل لهم وقد كان يحفظ
- هذه الرموز عن ظهر قلب ويعرف على من يدل
- كل رمز وقد ساعدته امه في صنع هذه الطريقه
- لان ابنها لم يكن يعرف الحروف ولا الكتابه
- وذلك حتى يستطيع بيع العسل دون ان ينسى
- احدا وكانت تطلب منه ان يضع خطا على كل
- شخص ينتهي من بيعه وهكذا داوى منادر على
- هذا العمل وكان في كل يوم يزداد رغبه في
- تذوق العسل اللذيذ ولكنه كان يخشى من بطش
- عمه لذا فقد كان يمنع نفسه عن ذلك ولكن
- كان بعض الرجال الذين يبيعهم العسل ممن
- كانوا يعرفون ظلم السيد نجم
- يسمحون لنادر ان يتذوق ملعقه من العسل قبل
- ان يغادر ليكمل عمله وكان الصبي يتذوقه
- فيشعر بسعاده غامره
- ولكنه كان بعد ذلك يتذكر امه المسكينه
- ويتمنى لو كان بامكانها ان تتذوق العسل
- اللذيذ مثله وكان منهم من يعطيه بعض
- الدراهم لنفسه ليحتفظ بها كاجره له
- ويطلبون منه ان يشتري بها ما يشتهيه والا
- يذكر ذلك لعمه وذات يوم بعد ان عاد نادر
- من عمله واعطى لعمه ما جمعه من النقود
- وانتهى العم من عدها كعادته حتى يتاكد من
- ان الشاب لم يسرق منه شيئا ثم طلب منه
- الانصراف فعاد الى والدته بعد يوم عمل شاق
- فوجدها تان اني
- وقد اصابها الم شديد في بطنها ولم تعد
- تقوى على النهوض من فراشها فوقف الشاب في
- حيره شديده من امره ثم اسرع ليستدعي زوجه
- عمه او عمه ليحضر لامه طبيبا لكنه حين دخل
- المنزل الكبير وجدهم في الحجره المخصصه
- للطعام
- وسمعهم يضحكون بصحب فاتجه مندفعا وقد نسي
- ان يطرق الباب فلما راه عمه نظر له علامات
- الغيظ والغضب باديه على وجهه وقد ساله عن
- السبب الذي دفعه للقدوم في هذا الوقت وكيف
- سمح لنفسه بان يقطع عليهم ساعه تناولهم
- للطعام بمتعه فاخبره نادر والقلق والحزن
- ظاهر عليه بحال امه وبما اصابها من الم
- شديد
- فضحكت زوجه عمه بلؤم وقالت لقد كانت امك
- بخير طوال النهار ولكنها لابد انها تحتال
- علينا حتى تنغيص علينا سعادتنا وطمانينتنا
- فاخرج من هنا ولا تعد مره اخرى
- واخبرها بان تكف عن الكذب والخديعه ولكن
- ظل الفتى واقفا يرجو من عمه الحضور ولم
- يزد العم الا قسوه حيث نهض من مكانه ودفعه
- خارج المنزل بقوه واقفل الباب وقد امره
- الا يعود مجددا الى الداخل
- وهكذا اسرع الفتى واتجه بمفرده نحو منزل
- الطبيب الذي يقع وسط المدينه
- واستمر في الركض حتى وصل اليه وكان طبيبا
- مشهورا محبوبا بين الناس
- وهو الطبيب سامح
- وعندما ساله الطبيب سامح عن حاجته واخبره
- نادر بان امه مريضه للغايه وانها بحاجه
- لعلاج عاجل نظر الطبيب الى ملابس الفتى
- الرثه وشعر بالشفقه على حاله فقال له
- بهدوء يا بني هل تناولت امك طعاما طوال
- اليوم
- فاجابه نادر بحزن ان امي لا تحصل على طعام
- كاف
- واستمر الطبيب يساله عددا من الاسئله وفهم
- ان المراه لا تنال غذاء جيدا ولا تحصل على
- قسط كاف من الراحه فقال على الفور وماذا
- عنك ايها الفتى اظن انك تعمل في عمل ما
- فقال نادر نعم انا ابيع العسل
- عندها اخبره الطبيب بان عليه ان ياخذ هذا
- الدواء وبعض الطعام الجيد وان يتجه لامه
- المريضه مسرعا فقال له الفتى انه لا يملك
- المال لشراء الدواء فقال الطبيب اذا فاني
- اطلب منك ان تبيعني العسل الشهيه في المره
- القادمه التي تتجه فيها للبيع في انحاء
- المدينه واريد منك ان تحضر لي منه جره
- لاشتريها منك مقابل ان تاخذ هذا الدواء من
- غير ثمن
- فوافق نادر محرجا ومن اجل شفاء امه على ما
- طلبه الطبيب واتجه الى امه وقد اعطاها
- الدواء والطعام
- وشعرت بعد ذلك بتحسن شديد وفي اليوم
- التالي اتجه نادر لبيع العسل وقد اضاف جره
- جديده للطبيب وبعد ان باعه الجره وقبض منه
- ثمنها قام الطبيب بوضع جره العسل في يد
- الفتاه وطلب منه ان يعطيها لامه واخبره
- بان هذه الجره منذ اليوم ستكون من نصيبهم
- وحاول الشاب بسبب كرامته الا ياخذ الجره
- ولكن الطبيب اصر على ذلك
- وبالفعل عاد الشاب ومعه جره العسل وعاد
- الى امه
- وقد تذوقت العسل بسعاده غامره وشعرت
- بالنشاط والحيويه وقد استعادت عافيتها
- بسرعه كبيره
- وعندما سالت الام ابنها عن مصدر الدواء
- والطعام الذي احضرهما لها في اليوم الماضي
- اخبرها بما حصل معه واخبرها بان طبيب
- البلده الشهيره سامح هو من ساعدهم
- وادركت الام ان الله عز وجل لا ينسى احدا
- ومرت الايام
- وصارت الام وابنها ياكلون من العسل الشهي
- فيشعرون بنشاط وتحسن
- ولاحظت زوجه عمه ان لبنى وابنها اصبح اقوى
- واكثر نشاطا
- فشعرت انهم يخفيان سرا عندها بدات تطلب من
- زوجها ان يراقبهم ليعرف ما يخفيان
- وفكر الزوج في كلام زوجته وقرر ان يستمع
- اليها وذات يوم بعد ان غادر الشاب غرفته
- الى عمله
- واتجهت لبنى الى السوق برفقه السيده نجوى
- كما خططت مع زوجها دخل السيد نجم لغرفتهم
- ليفتش عن السر الذي يخفيه عنه فعثر على
- جرات فارغه من العسل اسفل السرير
- فاثاره الغضب وظن اننا يسرق من عسله وقرر
- ان يعاقبهما عقابا شديدا
- وكسر كل جرات العسل على ارض الغرفه وكان
- هناك جره بقي فيها بعض العسل
- فلما سقطت على الارض
- انكسر جزء منها وانتظر السيد نجم عوده بن
- اخيه وامه بفارغ الصبر وقد عزم على ان
- يطردهما من منزله فور وصولهم
- ودخلت ام نادر اولا فصب ويل غضبه عليها
- واتهمها بالسرقه
- فاسرعت المراه الى غرفتها وقد اصابها
- الحزن الشديد فهي لا تدري ما الذي حصل
- وعندما دخلت الغرفه وجدت جرات العسل كلها
- وقد انسكبت على الارض
- فبدات تجمع الفخار المكسور وعلمت ان
- السيده نجم دخل الى غرفتهم وعثر على جرات
- العسل
- ورات الجره التي فيها بعض العسل قد انكسرت
- ولكن لحسن حظها فان العسل قد بقي بداخلها
- ولم ينسكب
- فاسرعت واحضرت وعاء صغيرا
- وسكبت فيه ما بقي من العسل
- وقد غطته بغطاء محكم ثم انتظرت عوده ابنها
- وعندما عاد واجهه السيد نجم وقد كان ينتظر
- عودته فوجد بحوزته جره عسل جديده كان قد
- حصل عليها من الطبيب كالعاده
- فانتزعها منه بقوه ولم يترك له مجالا
- ليشرح له او يدافع عن نفسه بل طلب منه ان
- يغادر المنزل على الفور واسرع نادر الى
- الغرفه فوجد امه في انتظاره
- وبدا بجمع ما لديهما من اشياء وحاجيات
- وممتلكات ووضعت الام وعاء العسل الصغير في
- حقيبه صغيره ثم غادرا المنزل ولم يعرف الى
- اين يذهبان وبعد تفكير اتجه نادر وامه
- لمنزل احدى الجارات التي رحبت فيهما
- وقررت ان تسمح لهما بالمكوث عندها ولكن
- المراه كانت فقيره للغايه
- فقالت لها ام نادر انها ستعمل وسوف تحصل
- على بعض المال
- وانها لن تطيل المكوث عندها
- وكذلك بحث نادر عن عمل
- فصار يعمل في السوق مع بعض التجار
- ويساعدهم
- وعملت لبنى منظفه في المنازل المجاوره
- واما السيد نجم فلم تمضي بضعه اسابيع حتى
- فسدت جميع مزارع النحل التي لديه
- وهرب النحل ولم يعد يرجع الى خليته
- واصاب نجم العديد من الهموم والمشكلات
- وبدا يخسر مزارعه وامواله بسرعه كبيره
- فتاره يحدث حريق في مزرعته يتلف له
- محاصيله وتاره يصاب هو او زوجته بمرض يدفع
- في علاجه اموالا طائله وهكذا استمرت
- المشكلات
- تواجهه واحده تلو الاخرى
- وكان هذا جزاء عادلا له بسبب ما صنعه مع
- الفتى اليتيم وامه
- واما لبنى فمكثت عند جارتها لعده ايام ثم
- شعرت بمدى الضيق الذي تسببته للمراه
- المسكينه بسبب فقرها وضيق منزلها
- وعندها قررت بعد ان استطاعت ان توفرها هي
- وابنها قليلا من المال ان تستاجر غرفه
- صغيره في احد المنازل
- وعثروا على منزل قديم باجره زهيده ولكن
- عندما دخل المنزل
- وجداه قديما مهترئا ولم يكن هناك ما
- يمكنهما فعله
- واخرجت الام وعاء العسل الذي كانت تحتفظ
- به حين رات ان ابنها يشعر بالجوع الشديد
- فاخرج العسل وشرع بالاكل منه وعندها حصلت
- المفاجاه فقد امتلا الوعاء مجددا وعادا في
- المساء لياكل منه مره اخرى
- وامتلا كذلك مره اخرى فلم يصدقا ما حصل
- معهما وشعر بالسعاده الغامره وفكر نادر
- عندما مرت الايام دون ان ينتهي العسل الذي
- لديهما بان يعود لبيع العسل مجددا وخرج
- مره اخرى متجها الى منازل رجال البلده
- الذين كانوا يشترون منه العسل في الماضي
- وباع لكل منهم جره من العسل ثم تذكر فجاه
- الطبيب سامح
- فاتجه مسرعا ليبيعه العسل
- ولكن هذه المره قرر انه لن ياخذ منه مالا
- مقابل العسل
- ولن ياخذ كذلك الجره فهو لم يعد بحاجه
- اليها فقد بدا يحصل على قدر كاف من النقود
- وعندما راه الطبيب فريح فرحا شديدا
- وساله عن حاله وعن سبب انقطاعه كل هذه
- الفتره
- واخبره الطبيب بانه انتظره لايام ثم ذهب
- الى منزل عمه ليسال عنه فلم يعثر على اثر
- له
- وعندها اخبر نادر الطبيب سامح بما حصل معه
- هو وامه السيده لبنى
- فطلب منه الطبيب ان يرشده الى امه فقد
- اراد ان يقابلها وهكذا توجه الطبيب سامح
- الى منزل السيده لبنى وعندما قابلها وتحدث
- اليها اعجبه كلامها وانبهر بمدى جمالها
- وطيبتها
- واما ام نادر فشكرته للغايه على جره العسل
- التي منحها لهما
- واخبرته بان جره العسل كانت هي سبب
- نجاتهما من الفقر والجوع
- واستمر اللقاء بينهما عده مرات حتى قرر
- ذات يوم ان يعرض الطبيب على السيده لبنى
- الزواج فقد كان رجلا اعزبا لم يتزوج من
- قبل وقد وجد فيها صفات المراه التي تمناها
- وهكذا اقاما حفلا كبيرا للغايه وقاموا
- بدعوه كل نساء البلاد
- وعندما سمعت السيده نجوى بهذا الامر
- اصابتها الغيره والحزن الشديدين ولم تصدق
- اذنيها وقد ارادت ان تذهب الى الحفل لترى
- بعينيها كيف ان السيده لبنى اصبحت زوجه
- لاشهر طبيب في البلاد
- وعندما راتها انبهرت بجمالها وقد ازدادت
- جمالا وبهاء
- وكذلك فقد ارتدت افخر واثمن الاسواب وهكذا
- فقد انقلب الحال
- فقد كانت ملابس نجوى باليه قديمه وعادت
- الى زوجها مهمومه حزينه
- وقد فكرت ان عليها ان تستعيد كنوزها
- واموالها من السيده لبنى وابنها
- فطلبت منه ان يذهب ويتفحص في هذا الامر
- وان يعرف اخبار ابن اخيه وما هو سر غناه
- فلما استمع السيد نجم لزوجته قرر ان يفعل
- كما اخبرته فذهب الى منزل ابن اخيه وقد
- اصبح لديهم منزل كبير وجميل للغايه وكان
- الشاب مستمرا في بيع العسل
- فلما راى عمه ذلك اوقفه وساله عن حاله
- وتعجب نادر حين نظر الى عمه وراى ما ال
- اليه حال عمه السري
- وحاول العم ان يثير شفقه ابن اخيه وقد
- اضمر في نفسه حيله ليحتالها عليه
- فطلب منه ان يعفو عنه وساله ان يقدم له
- بعض العسل
- وعندما صدق الشاب عمه واشفق على حاله وافق
- على احضار بعض العسل لعمه واراد ان يدخل
- الى المنزل
- لكن عمه قال له يا ابن اخي دعني ادخل
- برفقتك وارى جره العسل التي لديك فانا لا
- اصدق ان لديك جره عسل لا تنتهي ابدا
- وبالفعل ادخله الشاب وعندما راى جره العسل
- اصابه الطمع وقرر ان ياخذها
- فجذبها بقوه من ابن اخيه وقال له بغضب هذه
- الجره من حقي انا وليست من حقك فقد كان
- العسل ملكا لي وغادر العم على الفور تارك
- النادر مذهولا وحزينا على فقده لجره العسل
- التي كان يعدها كنزا له وكانت الام طبيب
- سامح في تلك الاثناء خارج المنزل
- فلما عاد
- اخبرهما نادر بما جرى فقال الطبيب مهدئا
- من نادر اسمعني يا بني لم تعد بحاجه للعمل
- فانا اعمل طبيبا وانا ساتكفل بكل ما تطلبه
- من حاجيات واما عمك فهذا الرجل الجشع لابد
- من ان يلقى شر اعماله فاترك القدر ليلعب
- دوره فهو ماهر في تصفيه الحسابات
- وان الله عز وجل لا يغفل ولا ينسى مهما
- دارت الايام
- فاستمع نادر لقول السيد سامح ووافق على
- كلامه اما السيد نجم فقد اعطى زوجته وعاء
- العسل وطلب منها ان تسكبه في جرات كثيره
- ليبيعوها
- فبدات تسكبه وملاوا عددا كبيرا للغايه من
- الجرات وشعروا بالسعاده
- واخذوا عربه وبداوا يسيرون ويدفعون العربه
- بمشقه شديده واصابهم التعب
- ولكنهم كانوا يواسون انفسهم بما سيجنونه
- من مال
- حتى وصلوا الى منتصف المدينه وبدا السيد
- نجم يقنع الناس بشراء العسل اللذيذ منه
- وكان ياتي اليه بعض الرجال لشراء العسل
- فاذا اراد الرجل منهم ان ياخذ الجره بعد
- ان يدفع النقود
- فينظر في داخل الجره فيجدها فارغه تماما
- فيصاب بالغضب ويتهم السيد نجم بالاحتيال
- ويستعيد نقوده منه بالقوه ويغادر ثم يعاود
- السيد نجم النظر الى داخل الجره فيجدها
- ممتلئه فتصيبه الحيره ثم يواصل سيره
- لبيعها لشخص اخر
- فيتكرر الامر معه عده مرات
- ويحصل له كما حصل في المره الاولى
- وكان يصاب في كل مره بالدهشه
- فبعد ان يقطع مسافات طويله ويصاب بالتعب
- والارهاق وهو يحاول ان يبيع ما معه من عسل
- فيجده قد فرغ مجددا عندها غضب بشده والقى
- بالجرات على الارض
- فانكسرت الجرات الى قطع صغيره واصطدمت به
- احدى القطع
- فنزفت قدمه واصابه الم شديد استمر لعده
- ايام
- فطلب من زوجته ان تنادي له طبيبا وبالفعل
- استدعت الطبيب سامح
- فلما راى السيده نجم وما اصابه وهو يصرخ
- من الالم قال له الطبيب سامح
- يستحيل ان اعالجك حتى تطلب العفو من زوجه
- السيده لبنى ومن ابنها نادر الذين ظلمتهما
- اشد الظلم
- وتركه الطبيب يئن من الالم وعاد الى بيته
- وعندها طلب السيد نجم من زوجته ان تذهب
- الى السيده لبنى وتطلب منها العفو
- ولترجوها ان تقنع الطبيب بالحضور لعلاج
- زوجها
- ولكن لبنى كانت غاضبه لكثره الظلم الذي
- سببوه لابنها الوحيد
- فلم تستطع ان تعفو عنهم دون ان تجعلهم
- يذوقوا حصاد ما فعلوه مع طفل اليتيم
- لذا فقد اخبرت السيده نجوى انها لن تعفو
- عنهم حتى تعمل السيده نجوى خادمه في بيتها
- فبدات السيده نجوى في البكاء الشديد
- وشعرت بالندم وصارت تعتذر لها وتسالها ان
- تسامحها فهي امراه طيبه القلب والا
- تعاملها بنفس السوء الذي صنعته معها عندها
- فكرت لبنى بالعفو عنها وطلبت من زوجها
- الطبيب سامح ان يعالج السيده نجم وهكذا
- بعد ان اعطاه العلاج المناسب شعر السيد
- نجم بالندم واتجه لابن اخيه وقد اراد ان
- يعوضه عن كل ما بدر منه من ظلم وقسوه
- فاخذ يقبل راسه
- ويرجوه هو وامه ان يصفحا عنهما وكان نادر
- اكثر خلقا منهما واكثر طيبه
- فاشفق على حال عمه بل واعطاهم منزلا صغيرا
- وبعض المال حتى يستطيع تدبر شؤونه وعفى
- عنهم
- وعاش حياه مليئه بالحب والتسامح مع امه
- ومع الطبيب سامح
- انتهت الحكايه
اترك رد

