Uncategorized

  1. هناك منزل كبير وجميل للغايه
  2. في وسط البلده الكبيره الضخمه وكان المنزل
  3. الكبير يقع على تله مرتفعه تطل على اراضي
  4. زراعيه مليئه بالازهار ذات الروائح الزكيه
  5. والاشجار المثمره ذات المناظر الخلابه وقد
  6. عاش في هذا المنزل الكبير رجل ثري للغايه
  7. ويدعى السيد نجم وهو رجل رغم ثرائه
  8. ومكانته الا انه كان بخيلا شديد البخل ذاق
  9. قلب حجري لا يلين ولا تثيره الشفقه
  10. وعاشت برفقته زوجته وهي امراه متواضعه
  11. الجمال وعدا عن ذلك فقد كانت سيئه الطبع
  12. متكبره ومغتره بنفسها وكانت كذلك مبذره
  13. كثيره الاسراف قاسيه القلب لا تقل قسوه عن
  14. زوجها
  15. وكانت تدعى السيده نجوى وقد كانت نجوى
  16. كذلك لا تراعي محتاجا ولا فقيرا ولا تبالي
  17. الا بجمع الحلي والمجوهرات
  18. وزياده ثروه زوجها وغناء حتى وان كان ذلك
  19. على حساب غيرهم من الناس اما زوجها فقد
  20. كان رغم بخله وقسوته الا انه لم يكن يمنع
  21. زوجته نجوى ايا من متطلباتها الكثيره بل
  22. لقد كان حريصا جدا على جلب كل ما يعجبها
  23. وكان يلبي كل رغباتها مهما زادت عن حدها
  24. وكان يصدق كل ما يسمعه منه مهما القت على
  25. اذنيه من كذب وافتراء
  26. كان يعيش مع السيد نجم ارمله اخيه وابنها
  27. الوحيد نادر وقد كان جزء من تلك الاراضي
  28. الزراعيه المحيطه بالمنزل هو من حق ابن
  29. اخيه اليتيم نادر فقد ورثها عن والده
  30. ولكنه لصغار سنه وضعفه ولضعف حال امه فقد
  31. استولى نجم على املاك اخيه وضم اراضيه
  32. الزراعيه لاملاكه ولم يترك الا جزءا صغيرا
  33. من داره لنادر ليعيش فيه مع امه السيده
  34. لبنى وقد كانت السيده لبنى امراه فائقه
  35. الجمال تمتلك عينين خضراوين جميلتين
  36. للغايه وكان قلبها طيبا لا يحمل حقدا ولا
  37. يؤذي احدا وكانت راضيه بحالها رغم كل ما
  38. كانت تلاقيه من السيد نجم وزوجته السيده
  39. وكان كل ما يشغل قلبها وعقلها كيف تربي
  40. ابنها نادر وتعلمه ان يعتمد على نفسه وان
  41. يحب الخير لغيره من الناس
  42. ورغم ان السيده لبنى كانت طيبه القلب
  43. وكانت منشغله بابنها الوحيد نادر وبتوفير
  44. ما يحتاجه من اموال رغم فقرها وحاجاتها
  45. وقله ما لديها من ممتلكات وزينه الا ان
  46. السيده نجوى كانت تصاب بالغيره الشديده
  47. حين تراها او تسمع احدى النساء تسني على
  48. جمالها الباهر وتمتدحها وليت الامركان
  49. يتوقف على مجرد الغيره الشديده لكنها ايضا
  50. كانت تتسبب لها بالعديد من المشكلات
  51. وتتعرض لها بكثره التضييق عليها وكانت
  52. دائما ما تثير السيده نجم باكاذيبها
  53. قراءاتها عليها وقد كان السيد نجم يشتهر
  54. بامتلاك اكبر واضخم مزارع للنحل في كل تلك
  55. البلاد فقد امتلات ارضه بتلك المزارع التي
  56. تنتج العسل الشهي ذا المذاق اللذيذ وقد
  57. ارغم ابن اخيه الصبي نادر ان يعمل عنده في
  58. اراضيه وفي مزارع النحل التي عنده وامره
  59. بان يهتم بشؤونها ويشرف على جمع العسل
  60. منها وقد جعلت السيده نجوى من لبنى خادمه
  61. لديها فكانت تمتن عليها باموال زوجها
  62. وتخبرها بان عليها ان تعمل باجتهاد حتى لا
  63. تطردها وابنها من المنزل
  64. فكانت السيده لبنى مضطره لاطاعه امرها
  65. والاستماع الى طلباتها وتلبيه كل رغباتها
  66. مهما زادت عن حدها او ارهقتها وذلك لانها
  67. كانت حريصه ان يعيش ابنها الوحيد في رعايه
  68. عمه
  69. ولانها لم تكن تستطيع ان تنفق عليه
  70. بمفردها
  71. ولطالما اصطحبات السيده نجوى لبنى معها
  72. الى السوق
  73. لتساعدها في حمل المشتريات ولكي تتباهى
  74. عليها باختيار ابهض واثمن المجوهرات
  75. والحلي فكانت تدخل برفقتها الى اسواق
  76. الثياب الفاخره وتظل لساعات طويله ترتدي
  77. وتجرب اجمل واثمن الملابس
  78. وكانت تدعو معها بعض رفيقاتها وتتعمد ذلك
  79. حتى يرى النسوه ثياب لبنى الباليه
  80. ولتشعرها بالاهانه والحاجه
  81. ولكنها كانت بافعالها هذه لا تزداد الا
  82. قبحا في نظر رفيقاتها
  83. ولكنهن لم يكن يجرؤنا على اخبارها ذلك او
  84. منعها من ايذاء السيده لبنى
  85. لخوفهن من استبدادها بالمراه المسكينه
  86. اكثر واكثر بينما لم تكن لبنى تبالي مطلقا
  87. بافعال نجوى بل كانت تشفق عليها لانها
  88. كانت تشعر بان الغرور والكبر ما هما الا
  89. مرضين خبيثين لا يؤذيان الا صاحبهما وكانت
  90. تعلم في قراره نفسها ان المال يزول وان
  91. الثياب لا تضيف للشخص الا جمالا يسيرا
  92. بينما القلب الطيب هو الجمال الحقيقي الذي
  93. يبقى مع صاحبه سواء كان غنيا او كان فقيرا
  94. وكانت تتذكر زوجها حين كان يطلب منها في
  95. ايام مرضه
  96. قبل ان يرحل ان تكون صبوره وراضيه مهما
  97. اصابها وان تحافظ على ابنه منابر وان
  98. تعلمه الفضائل واحترام عمه مهما جرى لانه
  99. سينوب عنه في مكانته فهو في مقام والده
  100. مهما فعل ولم يكن الاب المسكين يعلم ابدا
  101. ان اخاه سوف يكون قاسي القلب
  102. وغير رحيم مع زوجته وابنه
  103. ومرت الايام والام تعمل كل الاعمال الشاقه
  104. في المنزل بينما ابنها الوحيد نادر فقد
  105. كان يعمل في مزارع النحل وبعد ان يفرغ من
  106. جمع العسل وتعبئته في جرات صغيره الحجم
  107. كان يقود عربه صغيره ويوزع ما لديه من
  108. جرات للعسل على تلك العربه
  109. ثم يقودها وهو يدفعها بمشقه بالغه ليبيعها
  110. في انحاء المدينه فكان يتوجه الى منازل
  111. كبار التجار وغيرهم ممن يشترون منهم العسل
  112. وكان السيد نجم
  113. يحذره كل مره قبل مغادرته ان يضيع شيئا من
  114. المال او ان يسكب شيئا من العسل او حتى ان
  115. يحاول تذوقه وكان كذلك يحذره من ان يضيع
  116. وقته في اللهو او يتاخر في العوده الى
  117. المنزل رغم ان نادر لم يكن كذلك
  118. بل لقد كان المسكين دائما ما يطيعه ويذهب
  119. مسرعا وقد وضع ورقه صغيره في جيبه كان قد
  120. رسم عليها بعض الرموز والاشارات كعلامه
  121. قمر صغير بدلا من اسم السيد شكري مثلا او
  122. دائره نيابه عن اسم رمزي ونجمه ومربع هو
  123. اشكال مختلفه حتى يستطيع تذكر الاشخاص
  124. الذين سيتوجه لبيع العسل لهم وقد كان يحفظ
  125. هذه الرموز عن ظهر قلب ويعرف على من يدل
  126. كل رمز وقد ساعدته امه في صنع هذه الطريقه
  127. لان ابنها لم يكن يعرف الحروف ولا الكتابه
  128. وذلك حتى يستطيع بيع العسل دون ان ينسى
  129. احدا وكانت تطلب منه ان يضع خطا على كل
  130. شخص ينتهي من بيعه وهكذا داوى منادر على
  131. هذا العمل وكان في كل يوم يزداد رغبه في
  132. تذوق العسل اللذيذ ولكنه كان يخشى من بطش
  133. عمه لذا فقد كان يمنع نفسه عن ذلك ولكن
  134. كان بعض الرجال الذين يبيعهم العسل ممن
  135. كانوا يعرفون ظلم السيد نجم
  136. يسمحون لنادر ان يتذوق ملعقه من العسل قبل
  137. ان يغادر ليكمل عمله وكان الصبي يتذوقه
  138. فيشعر بسعاده غامره
  139. ولكنه كان بعد ذلك يتذكر امه المسكينه
  140. ويتمنى لو كان بامكانها ان تتذوق العسل
  141. اللذيذ مثله وكان منهم من يعطيه بعض
  142. الدراهم لنفسه ليحتفظ بها كاجره له
  143. ويطلبون منه ان يشتري بها ما يشتهيه والا
  144. يذكر ذلك لعمه وذات يوم بعد ان عاد نادر
  145. من عمله واعطى لعمه ما جمعه من النقود
  146. وانتهى العم من عدها كعادته حتى يتاكد من
  147. ان الشاب لم يسرق منه شيئا ثم طلب منه
  148. الانصراف فعاد الى والدته بعد يوم عمل شاق
  149. فوجدها تان اني
  150. وقد اصابها الم شديد في بطنها ولم تعد
  151. تقوى على النهوض من فراشها فوقف الشاب في
  152. حيره شديده من امره ثم اسرع ليستدعي زوجه
  153. عمه او عمه ليحضر لامه طبيبا لكنه حين دخل
  154. المنزل الكبير وجدهم في الحجره المخصصه
  155. للطعام
  156. وسمعهم يضحكون بصحب فاتجه مندفعا وقد نسي
  157. ان يطرق الباب فلما راه عمه نظر له علامات
  158. الغيظ والغضب باديه على وجهه وقد ساله عن
  159. السبب الذي دفعه للقدوم في هذا الوقت وكيف
  160. سمح لنفسه بان يقطع عليهم ساعه تناولهم
  161. للطعام بمتعه فاخبره نادر والقلق والحزن
  162. ظاهر عليه بحال امه وبما اصابها من الم
  163. شديد
  164. فضحكت زوجه عمه بلؤم وقالت لقد كانت امك
  165. بخير طوال النهار ولكنها لابد انها تحتال
  166. علينا حتى تنغيص علينا سعادتنا وطمانينتنا
  167. فاخرج من هنا ولا تعد مره اخرى
  168. واخبرها بان تكف عن الكذب والخديعه ولكن
  169. ظل الفتى واقفا يرجو من عمه الحضور ولم
  170. يزد العم الا قسوه حيث نهض من مكانه ودفعه
  171. خارج المنزل بقوه واقفل الباب وقد امره
  172. الا يعود مجددا الى الداخل
  173. وهكذا اسرع الفتى واتجه بمفرده نحو منزل
  174. الطبيب الذي يقع وسط المدينه
  175. واستمر في الركض حتى وصل اليه وكان طبيبا
  176. مشهورا محبوبا بين الناس
  177. وهو الطبيب سامح
  178. وعندما ساله الطبيب سامح عن حاجته واخبره
  179. نادر بان امه مريضه للغايه وانها بحاجه
  180. لعلاج عاجل نظر الطبيب الى ملابس الفتى
  181. الرثه وشعر بالشفقه على حاله فقال له
  182. بهدوء يا بني هل تناولت امك طعاما طوال
  183. اليوم
  184. فاجابه نادر بحزن ان امي لا تحصل على طعام
  185. كاف
  186. واستمر الطبيب يساله عددا من الاسئله وفهم
  187. ان المراه لا تنال غذاء جيدا ولا تحصل على
  188. قسط كاف من الراحه فقال على الفور وماذا
  189. عنك ايها الفتى اظن انك تعمل في عمل ما
  190. فقال نادر نعم انا ابيع العسل
  191. عندها اخبره الطبيب بان عليه ان ياخذ هذا
  192. الدواء وبعض الطعام الجيد وان يتجه لامه
  193. المريضه مسرعا فقال له الفتى انه لا يملك
  194. المال لشراء الدواء فقال الطبيب اذا فاني
  195. اطلب منك ان تبيعني العسل الشهيه في المره
  196. القادمه التي تتجه فيها للبيع في انحاء
  197. المدينه واريد منك ان تحضر لي منه جره
  198. لاشتريها منك مقابل ان تاخذ هذا الدواء من
  199. غير ثمن
  200. فوافق نادر محرجا ومن اجل شفاء امه على ما
  201. طلبه الطبيب واتجه الى امه وقد اعطاها
  202. الدواء والطعام
  203. وشعرت بعد ذلك بتحسن شديد وفي اليوم
  204. التالي اتجه نادر لبيع العسل وقد اضاف جره
  205. جديده للطبيب وبعد ان باعه الجره وقبض منه
  206. ثمنها قام الطبيب بوضع جره العسل في يد
  207. الفتاه وطلب منه ان يعطيها لامه واخبره
  208. بان هذه الجره منذ اليوم ستكون من نصيبهم
  209. وحاول الشاب بسبب كرامته الا ياخذ الجره
  210. ولكن الطبيب اصر على ذلك
  211. وبالفعل عاد الشاب ومعه جره العسل وعاد
  212. الى امه
  213. وقد تذوقت العسل بسعاده غامره وشعرت
  214. بالنشاط والحيويه وقد استعادت عافيتها
  215. بسرعه كبيره
  216. وعندما سالت الام ابنها عن مصدر الدواء
  217. والطعام الذي احضرهما لها في اليوم الماضي
  218. اخبرها بما حصل معه واخبرها بان طبيب
  219. البلده الشهيره سامح هو من ساعدهم
  220. وادركت الام ان الله عز وجل لا ينسى احدا
  221. ومرت الايام
  222. وصارت الام وابنها ياكلون من العسل الشهي
  223. فيشعرون بنشاط وتحسن
  224. ولاحظت زوجه عمه ان لبنى وابنها اصبح اقوى
  225. واكثر نشاطا
  226. فشعرت انهم يخفيان سرا عندها بدات تطلب من
  227. زوجها ان يراقبهم ليعرف ما يخفيان
  228. وفكر الزوج في كلام زوجته وقرر ان يستمع
  229. اليها وذات يوم بعد ان غادر الشاب غرفته
  230. الى عمله
  231. واتجهت لبنى الى السوق برفقه السيده نجوى
  232. كما خططت مع زوجها دخل السيد نجم لغرفتهم
  233. ليفتش عن السر الذي يخفيه عنه فعثر على
  234. جرات فارغه من العسل اسفل السرير
  235. فاثاره الغضب وظن اننا يسرق من عسله وقرر
  236. ان يعاقبهما عقابا شديدا
  237. وكسر كل جرات العسل على ارض الغرفه وكان
  238. هناك جره بقي فيها بعض العسل
  239. فلما سقطت على الارض
  240. انكسر جزء منها وانتظر السيد نجم عوده بن
  241. اخيه وامه بفارغ الصبر وقد عزم على ان
  242. يطردهما من منزله فور وصولهم
  243. ودخلت ام نادر اولا فصب ويل غضبه عليها
  244. واتهمها بالسرقه
  245. فاسرعت المراه الى غرفتها وقد اصابها
  246. الحزن الشديد فهي لا تدري ما الذي حصل
  247. وعندما دخلت الغرفه وجدت جرات العسل كلها
  248. وقد انسكبت على الارض
  249. فبدات تجمع الفخار المكسور وعلمت ان
  250. السيده نجم دخل الى غرفتهم وعثر على جرات
  251. العسل
  252. ورات الجره التي فيها بعض العسل قد انكسرت
  253. ولكن لحسن حظها فان العسل قد بقي بداخلها
  254. ولم ينسكب
  255. فاسرعت واحضرت وعاء صغيرا
  256. وسكبت فيه ما بقي من العسل
  257. وقد غطته بغطاء محكم ثم انتظرت عوده ابنها
  258. وعندما عاد واجهه السيد نجم وقد كان ينتظر
  259. عودته فوجد بحوزته جره عسل جديده كان قد
  260. حصل عليها من الطبيب كالعاده
  261. فانتزعها منه بقوه ولم يترك له مجالا
  262. ليشرح له او يدافع عن نفسه بل طلب منه ان
  263. يغادر المنزل على الفور واسرع نادر الى
  264. الغرفه فوجد امه في انتظاره
  265. وبدا بجمع ما لديهما من اشياء وحاجيات
  266. وممتلكات ووضعت الام وعاء العسل الصغير في
  267. حقيبه صغيره ثم غادرا المنزل ولم يعرف الى
  268. اين يذهبان وبعد تفكير اتجه نادر وامه
  269. لمنزل احدى الجارات التي رحبت فيهما
  270. وقررت ان تسمح لهما بالمكوث عندها ولكن
  271. المراه كانت فقيره للغايه
  272. فقالت لها ام نادر انها ستعمل وسوف تحصل
  273. على بعض المال
  274. وانها لن تطيل المكوث عندها
  275. وكذلك بحث نادر عن عمل
  276. فصار يعمل في السوق مع بعض التجار
  277. ويساعدهم
  278. وعملت لبنى منظفه في المنازل المجاوره
  279. واما السيد نجم فلم تمضي بضعه اسابيع حتى
  280. فسدت جميع مزارع النحل التي لديه
  281. وهرب النحل ولم يعد يرجع الى خليته
  282. واصاب نجم العديد من الهموم والمشكلات
  283. وبدا يخسر مزارعه وامواله بسرعه كبيره
  284. فتاره يحدث حريق في مزرعته يتلف له
  285. محاصيله وتاره يصاب هو او زوجته بمرض يدفع
  286. في علاجه اموالا طائله وهكذا استمرت
  287. المشكلات
  288. تواجهه واحده تلو الاخرى
  289. وكان هذا جزاء عادلا له بسبب ما صنعه مع
  290. الفتى اليتيم وامه
  291. واما لبنى فمكثت عند جارتها لعده ايام ثم
  292. شعرت بمدى الضيق الذي تسببته للمراه
  293. المسكينه بسبب فقرها وضيق منزلها
  294. وعندها قررت بعد ان استطاعت ان توفرها هي
  295. وابنها قليلا من المال ان تستاجر غرفه
  296. صغيره في احد المنازل
  297. وعثروا على منزل قديم باجره زهيده ولكن
  298. عندما دخل المنزل
  299. وجداه قديما مهترئا ولم يكن هناك ما
  300. يمكنهما فعله
  301. واخرجت الام وعاء العسل الذي كانت تحتفظ
  302. به حين رات ان ابنها يشعر بالجوع الشديد
  303. فاخرج العسل وشرع بالاكل منه وعندها حصلت
  304. المفاجاه فقد امتلا الوعاء مجددا وعادا في
  305. المساء لياكل منه مره اخرى
  306. وامتلا كذلك مره اخرى فلم يصدقا ما حصل
  307. معهما وشعر بالسعاده الغامره وفكر نادر
  308. عندما مرت الايام دون ان ينتهي العسل الذي
  309. لديهما بان يعود لبيع العسل مجددا وخرج
  310. مره اخرى متجها الى منازل رجال البلده
  311. الذين كانوا يشترون منه العسل في الماضي
  312. وباع لكل منهم جره من العسل ثم تذكر فجاه
  313. الطبيب سامح
  314. فاتجه مسرعا ليبيعه العسل
  315. ولكن هذه المره قرر انه لن ياخذ منه مالا
  316. مقابل العسل
  317. ولن ياخذ كذلك الجره فهو لم يعد بحاجه
  318. اليها فقد بدا يحصل على قدر كاف من النقود
  319. وعندما راه الطبيب فريح فرحا شديدا
  320. وساله عن حاله وعن سبب انقطاعه كل هذه
  321. الفتره
  322. واخبره الطبيب بانه انتظره لايام ثم ذهب
  323. الى منزل عمه ليسال عنه فلم يعثر على اثر
  324. له
  325. وعندها اخبر نادر الطبيب سامح بما حصل معه
  326. هو وامه السيده لبنى
  327. فطلب منه الطبيب ان يرشده الى امه فقد
  328. اراد ان يقابلها وهكذا توجه الطبيب سامح
  329. الى منزل السيده لبنى وعندما قابلها وتحدث
  330. اليها اعجبه كلامها وانبهر بمدى جمالها
  331. وطيبتها
  332. واما ام نادر فشكرته للغايه على جره العسل
  333. التي منحها لهما
  334. واخبرته بان جره العسل كانت هي سبب
  335. نجاتهما من الفقر والجوع
  336. واستمر اللقاء بينهما عده مرات حتى قرر
  337. ذات يوم ان يعرض الطبيب على السيده لبنى
  338. الزواج فقد كان رجلا اعزبا لم يتزوج من
  339. قبل وقد وجد فيها صفات المراه التي تمناها
  340. وهكذا اقاما حفلا كبيرا للغايه وقاموا
  341. بدعوه كل نساء البلاد
  342. وعندما سمعت السيده نجوى بهذا الامر
  343. اصابتها الغيره والحزن الشديدين ولم تصدق
  344. اذنيها وقد ارادت ان تذهب الى الحفل لترى
  345. بعينيها كيف ان السيده لبنى اصبحت زوجه
  346. لاشهر طبيب في البلاد
  347. وعندما راتها انبهرت بجمالها وقد ازدادت
  348. جمالا وبهاء
  349. وكذلك فقد ارتدت افخر واثمن الاسواب وهكذا
  350. فقد انقلب الحال
  351. فقد كانت ملابس نجوى باليه قديمه وعادت
  352. الى زوجها مهمومه حزينه
  353. وقد فكرت ان عليها ان تستعيد كنوزها
  354. واموالها من السيده لبنى وابنها
  355. فطلبت منه ان يذهب ويتفحص في هذا الامر
  356. وان يعرف اخبار ابن اخيه وما هو سر غناه
  357. فلما استمع السيد نجم لزوجته قرر ان يفعل
  358. كما اخبرته فذهب الى منزل ابن اخيه وقد
  359. اصبح لديهم منزل كبير وجميل للغايه وكان
  360. الشاب مستمرا في بيع العسل
  361. فلما راى عمه ذلك اوقفه وساله عن حاله
  362. وتعجب نادر حين نظر الى عمه وراى ما ال
  363. اليه حال عمه السري
  364. وحاول العم ان يثير شفقه ابن اخيه وقد
  365. اضمر في نفسه حيله ليحتالها عليه
  366. فطلب منه ان يعفو عنه وساله ان يقدم له
  367. بعض العسل
  368. وعندما صدق الشاب عمه واشفق على حاله وافق
  369. على احضار بعض العسل لعمه واراد ان يدخل
  370. الى المنزل
  371. لكن عمه قال له يا ابن اخي دعني ادخل
  372. برفقتك وارى جره العسل التي لديك فانا لا
  373. اصدق ان لديك جره عسل لا تنتهي ابدا
  374. وبالفعل ادخله الشاب وعندما راى جره العسل
  375. اصابه الطمع وقرر ان ياخذها
  376. فجذبها بقوه من ابن اخيه وقال له بغضب هذه
  377. الجره من حقي انا وليست من حقك فقد كان
  378. العسل ملكا لي وغادر العم على الفور تارك
  379. النادر مذهولا وحزينا على فقده لجره العسل
  380. التي كان يعدها كنزا له وكانت الام طبيب
  381. سامح في تلك الاثناء خارج المنزل
  382. فلما عاد
  383. اخبرهما نادر بما جرى فقال الطبيب مهدئا
  384. من نادر اسمعني يا بني لم تعد بحاجه للعمل
  385. فانا اعمل طبيبا وانا ساتكفل بكل ما تطلبه
  386. من حاجيات واما عمك فهذا الرجل الجشع لابد
  387. من ان يلقى شر اعماله فاترك القدر ليلعب
  388. دوره فهو ماهر في تصفيه الحسابات
  389. وان الله عز وجل لا يغفل ولا ينسى مهما
  390. دارت الايام
  391. فاستمع نادر لقول السيد سامح ووافق على
  392. كلامه اما السيد نجم فقد اعطى زوجته وعاء
  393. العسل وطلب منها ان تسكبه في جرات كثيره
  394. ليبيعوها
  395. فبدات تسكبه وملاوا عددا كبيرا للغايه من
  396. الجرات وشعروا بالسعاده
  397. واخذوا عربه وبداوا يسيرون ويدفعون العربه
  398. بمشقه شديده واصابهم التعب
  399. ولكنهم كانوا يواسون انفسهم بما سيجنونه
  400. من مال
  401. حتى وصلوا الى منتصف المدينه وبدا السيد
  402. نجم يقنع الناس بشراء العسل اللذيذ منه
  403. وكان ياتي اليه بعض الرجال لشراء العسل
  404. فاذا اراد الرجل منهم ان ياخذ الجره بعد
  405. ان يدفع النقود
  406. فينظر في داخل الجره فيجدها فارغه تماما
  407. فيصاب بالغضب ويتهم السيد نجم بالاحتيال
  408. ويستعيد نقوده منه بالقوه ويغادر ثم يعاود
  409. السيد نجم النظر الى داخل الجره فيجدها
  410. ممتلئه فتصيبه الحيره ثم يواصل سيره
  411. لبيعها لشخص اخر
  412. فيتكرر الامر معه عده مرات
  413. ويحصل له كما حصل في المره الاولى
  414. وكان يصاب في كل مره بالدهشه
  415. فبعد ان يقطع مسافات طويله ويصاب بالتعب
  416. والارهاق وهو يحاول ان يبيع ما معه من عسل
  417. فيجده قد فرغ مجددا عندها غضب بشده والقى
  418. بالجرات على الارض
  419. فانكسرت الجرات الى قطع صغيره واصطدمت به
  420. احدى القطع
  421. فنزفت قدمه واصابه الم شديد استمر لعده
  422. ايام
  423. فطلب من زوجته ان تنادي له طبيبا وبالفعل
  424. استدعت الطبيب سامح
  425. فلما راى السيده نجم وما اصابه وهو يصرخ
  426. من الالم قال له الطبيب سامح
  427. يستحيل ان اعالجك حتى تطلب العفو من زوجه
  428. السيده لبنى ومن ابنها نادر الذين ظلمتهما
  429. اشد الظلم
  430. وتركه الطبيب يئن من الالم وعاد الى بيته
  431. وعندها طلب السيد نجم من زوجته ان تذهب
  432. الى السيده لبنى وتطلب منها العفو
  433. ولترجوها ان تقنع الطبيب بالحضور لعلاج
  434. زوجها
  435. ولكن لبنى كانت غاضبه لكثره الظلم الذي
  436. سببوه لابنها الوحيد
  437. فلم تستطع ان تعفو عنهم دون ان تجعلهم
  438. يذوقوا حصاد ما فعلوه مع طفل اليتيم
  439. لذا فقد اخبرت السيده نجوى انها لن تعفو
  440. عنهم حتى تعمل السيده نجوى خادمه في بيتها
  441. فبدات السيده نجوى في البكاء الشديد
  442. وشعرت بالندم وصارت تعتذر لها وتسالها ان
  443. تسامحها فهي امراه طيبه القلب والا
  444. تعاملها بنفس السوء الذي صنعته معها عندها
  445. فكرت لبنى بالعفو عنها وطلبت من زوجها
  446. الطبيب سامح ان يعالج السيده نجم وهكذا
  447. بعد ان اعطاه العلاج المناسب شعر السيد
  448. نجم بالندم واتجه لابن اخيه وقد اراد ان
  449. يعوضه عن كل ما بدر منه من ظلم وقسوه
  450. فاخذ يقبل راسه
  451. ويرجوه هو وامه ان يصفحا عنهما وكان نادر
  452. اكثر خلقا منهما واكثر طيبه
  453. فاشفق على حال عمه بل واعطاهم منزلا صغيرا
  454. وبعض المال حتى يستطيع تدبر شؤونه وعفى
  455. عنهم
  456. وعاش حياه مليئه بالحب والتسامح مع امه
  457. ومع الطبيب سامح
  458. انتهت الحكايه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إتصل الآن