قصة المحتال الداهية

ذات يوم من الايام في العصر القديم

كان هناك رجل كبير في السن وذو عقل راجح

اسمه شاهر

عاش بين اهله وجيرانه ورفاقه في ضيعته

وهم ينظرون اليه والى اعماله واجتهاده

الذي قل نظيره

بسبب حبه للعمل وشغفه به

فهو كما تقول الامثال الشعبيه

قد ولد من رحم امه ونزل الى العمل مباشره

وقد نجح في ان يقسو على نفسه ويذيقها في

بدايه سنوات حياته

مراره الابتعاد عن الناس واحاديثهم

الممتعه

وملذاتهم من الطعام والشراب والنساء

وغيرها

واستطاع بعد ان صار شابا في سن الخامسه

والعشرين ان يتزوج من امراه فقيره وطيبه

قد راى فيها الجداره والفوز في باقي رحله

حياته اذا صارت شريكه له في عمره

ومرت السنوات وهي تعرف كم كان يحبها

ويغمرها بلطفه وحنانه

رغما انشغالاته وانهماكه في العمل دائما

وكانت لا تنفك بسؤاله عن الامر الغريب

والمغامره العجيبه التي حصلت معه خلال

مرحله شبابه

حتى بلوغه سن الرشد

وقالت له زوجي الحبيب كيف حصل هذا

واخترتني انا الفتاه الفقيره

والتي لا يقارن نسبها ومالها بفتيات

الضيعه الجميلات

وذوات الحسب الرفيع

فاجابها قائلا اجل يا زوجتي ان اقراني ومن

في عمري قد اختاروا الجمال

وكنت ساختار باختيارهم بلا شك او تردد

لولا انني قد قسمت على نفسي في بدايه

رحلته

عندما كنت انظر من نافذه البيت فاشاهد

الشمس قد اوشكت على الغروب

وبدا الناس ينطلقون وفتيان الضيعه يذهبون

لكي يجمعوا الحطب ويشعل النار

ثم ياتون بقدور واوان اللحم بالطعم اللذيذ

ويشرعون في شوائه ويتبادلون الحديث في ذلك

الوقت

ويتسامرون ويضحكون معا

ولما بقيت في البيت شعرت بان هناك سجانا

قد وضعني في هذا السجن الذي هو على شكل

بيت

وضاقت علي الارض وكادت نفسي ان تخرج من

صدري

وانا ارى واشاهد كيف لهذه السهره الجميله

والماتعه ان تفوتني ولا ادركها

ولكن حصل شيء غريب هو انني شاهدت امراه

تلبس ثيابا بيضاء وعلى راسها تاج في الضي

فنظرت الي بتعجب وقالت لي من النافذه

احذر ان تختار من يختاره اهل ضيعتك يا

شاهر

فقلت لها ايتها المراه من انت وكيف عرفت

اسمي

فقالت له ان الذي يريد النجاح في هذه

الحياه

ينبغي له ان يحذف من عقله حب الراحه

والتمتع بالخيرات

فلا يدرك النعيم بالنعيم

فردت الزوجه مندهشه

وما علاقه تلك المراه بما جرى معك يا زوجي

فقال شاهر لقد تعجبت من جمالها الساحر

وهممت بالافتتان بها

والخروج الى اقران في حفله الشواء

ولكن

منعني نصيحتها لي

فقالت الزوجه ثم ماذا

فقال ثم اختفت فجاه عن عيني

وجاء بعدها شيخ كبير

ورغم ذلك لا اثر للشيب فيه

فشعره ولحيته سوداء وهو جميل المظهر

فقال لي يا بني ان هذه التي مرت عليك قبل

قليل

هي الدنيا في هيئه امراه جميله

وهي تنصحك وتعلمك الدرس

ولكنها في ذات الوقت تفتنك ولا تتاخر في

ايقاعك في شباكها

فاحذر يا بني

واستمسك بما انت عليه

واختر من النساء ما يكون عونا لك في هدفك

ولا تلتفت للجمال ابدا

[موسيقى]

فانه قصير العمر ولا اثر له بعد ذلك

وسيذهب في يوم من الايام

وان التي ستبقى بعده هي الروح

فان احسنت اختيارها فهو خير لك ويا لسعاده

حظك

وان كان العكس

فالخيبه والندامه هي حليفك

ومصيرك الفشل في الحياه

ثم نظر شاهر الى عيني زوجته

واطال في ذلك شارد الذهن الى ذلك اليوم

الذي اختارها فيه زوجه وشريكه له في عمره

وقال لها مبتسما اظن انني احسنت الاختيار

فالحمد لله رب العالمين

عاش شاهر مع زوجته عده ايام وشهور