كيف نصلي الاستخارة
كيف نصلي الاستخارة قد تجد نفسك في موقف لا تعرف كيف تحدد فيه الأصلح أو تختار في أي طريق تسير، لذلك أنعم الله عز وجل علينا بصلاة الاستخارة التي يلجأ إليها الإنسان ليوقف حيرة عقلك ويحدد اتجاهاته من خلال اللجوء إلى الله وطلب العون منه وأن يشرح الله صدره إلى الصواب والخير.
حكم صلاة الاستخارة
قال تعالى: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”
أجمع الفقهاء على أن صلاة الاستخارة سنة، فعن جابر رضي الله عنه فيما رواه البخاري “اللهم إني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم”، ويتم صلاة الاستخارة ركعتين دون الفريضة.
ويحتاج الإنسان إلى صلاة الاستخارة عندما يتحير في أخذ القرار في أمر ما من أمور حياته سواء عمل أو زواج أو شراء بيت وغير ذلك وعن شيخ الإسلام ابن تيميه أنه قال:
“ما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وثبت في أمره”.
كيف نصلي الاستخارة
يتوضأ الإنسان وينوي صلاة الاستخارة ثم يدعو بدعاء الاستخارة المعروف والوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بعد حمد الله والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ
ويقول المصلي دعاء بعد التسليم وهذا الأفضل عند الجمهور ولكن يجوز أن يقوله قبل السلام وفي ذات الوقت فقد رجح ابن تيميه قول دعاء الاستخارة قبل التسليم.
يستحب في الركعة الأولى قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة وفي الركعة الثانية قراءة الإخلاص على قول الجمهور.
وبعض السلف كانوا يقرؤون في الركعة الأولى بعد الفاتحة هذه الآيات:
“وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ*وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ*وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”
وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة:
“وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا”.
باستثناء الحنابلة فلم يقروا بقراءة سور أو آيات معينة من القرآن الكريم ويتم قراءة ما تيسر من آياته أو سوره بعد الفاتحة.
شروط صلاة الاستخارة
- يجب أن تكون الاستخارة في كل ما لا يعرف المسلم خيره من شره، فلا يجوز الاستخارة في المحرمات.
- الاستخارة في الأمور المباحة.
- تنطيق شروط الصلاة جميعها على صلاة الاستخارة من استقبال القبلة والطهارة والنية وستر العورة.
- لا يجوز للحائض والنفساء صلاة الاستخارة ولكن يمكنهم الدعاء إلى الله بدعاء الاستخارة.
كم مرة تصلي صلاة الاستخارة
تعتبر صلاة الاستخارة من السنن الراتبة والصلاة التي يتم أدائها لسبب ما مثل تحية المسجد، وقد اختلف العلماء فيما يلي:
صلاة الاستخارة لا تصح مع الصلاة المكتوبة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “فليركع ركعتين من غير الفريضة”.
يجوز أداء صلاة الاستخارة مع الصلوات سوى الفريضة.
يصح صلاة الاستخارة في النوافل المطلقة حيث يقوم المصلي بأداء ركعتين طاعة لله ولكن لا يجوز أداء الاستخارة مع النوافل كالسنن الرواتب والصلاة ذات السبب.
وقت صلاة الاستخارة للزواج
هناك اختلاف بين العلماء في وقت صلاة الاستخارة كما يلي:
- الشافعية ورواية الإمام أحمد: يجوز أداء صلاة الاستخارة والصلوات ذات السبب في أي وقت وجد سبب يستدعي ذلك، وقد أقر بذلك بعض الحنابلة.
- الأحناف والمالكية: عدم جواز صلاة أي من صلوات النوافل المقرونة بسبب مطلقا وقد استدلوا بأحاديث النهي بلغت حد التواتر.
وفي المجمل لكل من يرغب في أداء صلاة الاستخارة يمكن أن يدعو دعاء الاستخارة في أي وقت والأفضل أن يتخير الشخص أوقات الاستجابة ومن أكثر الأوقات بركة الثلث الأخير من الليل.
صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها
هناك علامات قبول يمكن للإنسان من خلالها معرفة قبول صلاة الاستخارة من عدم قبولها، وحسب اتفاق الفقهاء فهي تتمثل فيما يلي:
- إنشراح الصدر من خلال ميل الإنسان إلى أحد الأمرين بعيدا عن ما ترغب فيه نفسه.
- إنصراف تفكيره وميله إلى أمر ما كعلامة لعدم قبول هذا الأمر.
ومن الأمور التي يجب على المسلم أن يقوم بها بعد أداء صلاة الاستخارة ما يلي:
- إقبال الشخص على الأمر الذي يحيره وإن تيسر فهو خير له وإن تعطل فهذا اختيار الله له.
- ولكن إن بقى الإنسان في حيرة من أمره وتردد فيجب أن يكمل الأمر إن رجح عقله ذلك مع حسن الظن بالله.
- ويفضل تكرار صلاة الاستخارة والدعاء بها سبع مرات وإن انشرح صدره لأمر ما فيمضي على بركة الله.
يجب أن نتعلم كيف نصلي الاستخارة لأننا جميعا نتوكل على الله في جميع أمورنا ونحتاج كثيرا أن نقرر طريقة السير في الحياة وقد تعتمد على هذه القرارات حياتنا المستقبلة.
اقرأ أيضا: كيفية صلاة الوتر.