احكام اسلاميةاسلاميات

حكم الربا في الاسلام

حكم الربا في الاسلام ورد تحريم الربا في كتاب الله عز وجل في مواضع كثير وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمع الفقهاء والسلف الصالح على تحريمه لذلك يجب على المسلم معرفة ما هو الربا وما حكمه وطريقة التعامل الصحيحة.

ما هو الربا

في اللغة يعني ارتفع وعلا وكبر، فقال تعالى: “وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ”، واصطلاحا يعني الزيادة في أمر مخصوص حيث قال الله عز وجل: “وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ).

ويعود الربا إلى الجاهلية حيث كانوا يأخذون الدين من المديون بزيادة فيطالبوا بسداد المئة بمئة وخمسين وهكذا.

حكم الربا في الإسلام

توعد الله بالعقوبة للرابي حيث قال عز وجل: “الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ:

فالربا كبيرة من الكبائر ووردت الكثير من الأدلة في الكتاب والسنة على تحريمه كما يلي:

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ*وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.

قال تعالى: “وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ”.

كما وردت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرم الربا بأنواعه كما يلي:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: “ألا وإن كل ربا في الجاهلية موضوع لكم رؤوس أموالكم لا تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ غير با العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله”.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح، مثلا بمثل، سواء بسواء، يدا بيد، قإذا اختلفت هذه الأصناف، فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد”.

وحرم الرسول صلى الله عليه وسلم ربا الزيادة في أحد العوضين في مقابل تأخير السداد حيث قال: “ألا إنما الربا في النسيئة”.

الحكمة من تحريم الربا

الربا يعني أخذ أموال الناس من غير عوض حيث أن من يأخذ مقابل الدرهم درهمين فقد أخذ درهما بغير عوض، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “حرم مال الإنسان كحرمة دمه”، فمال الشخص متعلق بحاجته وله حرمة.

كما أن حكمه تحريم الربا في الإسلام لمنع إنشغال الناس بالمكاسب المادية فعند أخذ مال بغير عوض سوف يتكاسل الناس ولا يتحملون مشاق التجارة والسعي لكسب الرزق.

ومن البديهي أن المقرض يمتلك المال والمقترض فقير في حاجة إليه، والربا يقتضي أخذ الغني من مالا زائدا من الفقير.

وفي النهاية فإن تحريم الربا جاء في نصوص القرآن الكريم وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم ويجب علينا السمع والطاعة.

أنواع الربا في الإسلام

أنواع الربا في الإسلام

ربا الفضل

بمعنى بيع نوع من الأصناف الربوية بجنسه مع وضع زيادة في أحدهما سواء كان البيع معجلا أو مؤجلا.

حكمه: اتفق الجمهور على تحريمه ولكن يخرج من التحريم بشرطين مهما:

  • أن يكون الحنسين متماثلين كبيع الذهب بالذهب على أن يكون التقابض والمبادلة فورا.
  • وإذا اختلف الجنسين كبيع الذهب بالفضة فيشترط التقابض فقط.

مثال على ربا الفضل: بيع الذهب القديم بذهب جديد واختلاف الوزن حتى وإن كان التقابض في المجلس.

ربا النسيئة

يعني زيادة مدة الدين مقابل زيادة في المال المراد سده.

حكمه: حرام بالإجماع.

 ربا القرض

زيادة توضع بشرط من المُقرض على المقترض مهما كان نوع الزيادة عينية أو منفعة.

حكمه: حرام حيث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهدينه وقال هم سواء.

ومن صور ربا القرض:

  • إعطاء شخص مال لفترة من الوقت وعندما يحين وقت السداد إذا تعثر المقترض يزيد المُقرض عليه مبلغا من المال لمد فترة السداد له، وهنا تجتمع عدة صور للربا (الفضل والقرض والنسيئة).
  • أو أن يتفق الطرفين على أن يرد المقترض الدين بعد فترة من الزمن بزيادة محددة، وحكم الربا في الإسلام في هذه الصورة لأنه يترتب على الأمر منفعة وكل قرض ترتبت عليه منفعة فهو ربا وحرام.

ولكن في حالة إذا كانت الزيادة غير متفق عليها وغير مشروطة من بداية الإقتراض فهي لا تعتبر ربا بل دين ويجب رده.

يجب التوبة والعودة إلى الله وتجنب ما حرم الله، وقد تم تأكيد حكم الربا في الإسلام وتحريمه في صريح النصوص القرآنية والسنه النبوية، وللتوبة من الربا يتم الإقلاع عن الذنب وعدم الرجوع إليه مرة أخرى ورد المال الزائد لأصحابه.

اقرأ ايضا: تعريف الإدغام: أنواع الإدغام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى